النفس في القرآن الكريم ثلاث مراتب: **الأمّارة بالسوء** تميل للشهوات والمعاصي وتحتاج مجاهدة، و**اللوّامة** تتردد بين الخير والشر وتندم على الذنب فتفتح باب التوبة، و**المطمئنة** هي التي رضيت بالله واطمأن قلبها بالإيمان فاستحقت البشارة بالجنة.
النفس الأمارة بالسوء
وهي التي يغلب عليها اتباع هواها بفعل الذنوب والمعاصي، أي هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية، وتأمر باللذات والشهوات الحسية، وتجذب القلب إلى الجهة السفلية، فهي مأوى الشرور، ومنبع الأخلاق الذميمة، وهذه هي النفس هي التي توسوس لصاحبها وتحدثه بالآثام والتي يجب مجاهدتها.
وواصلت امرأة العزيز كلامها قائلة: وما أنزه نفسي عن إرادة السوء، وما أردت بذلك تزكية نفسي؛ لأن شأن النفس البشرية كثرة الأمر بالسوء لميلها إلى ما تشتهيه وصعوبة كفها عنه، إلا ما رحمه الله من النفوس، فعصمها من الأمر بالسوء، إن ربي غفور لمن تاب من عباده، رحيم بهم.
وهم الذين إذا فعلوا كبيرة من الذنوب، أو نقصوا حظ أنفسهم بارتكاب ما دون الكبائر، ذكروا الله تعالى، وتذكروا وعيده للعاصين، ووَعْده للمتقين، فطلبوا من ربهم نادمين ستر ذنوبهم وعدم مؤاخذتهم بها؛ لأنه لا يغفر الذنوب إلا الله وحده، ولم يصروا على ذنوبهم، وهم يعلمون أنهم مذنبون، وأن الله يغفر الذنوب جميعًا.
النفس المطمئنة
وهي التي تحب الخير والحسنات وتريده، وتبغض الشر والسيئات وتكره ذلك ، والتي تعتبر الحوادث الحياتية خيرها وشرها ابتلاء ومحنة، وهي تلك النموذج الذي يسعى إليه الإنسان المسلم، وهي التعبير الصادق عن تلك الحالة التي لا يعرف فيها الفرد أمراض الشبهة والشك والشهوة والبغي، وهي النموذج الأكمل للصحة النفسية التي تؤدي إلى الحياة الطيبة في الدنيا وإلى الفوز والنعيم المقيم في الآخرة
Quran Soura 89 Aya 27-30 :
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
وأما نفس المؤمن فيقال لها عند الموت ويوم القيامة: يا أيتها النفس المطمئنة إلى الإيمان والعمل الصالح.
ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
ارجعي إلى ربك راضية عنه بما تنالين من الثواب الجزيل، مرضية عنده سبحانه بما كان لك من عمل صالح.