إن من أعظم أبواب معرفة الله تعالى التأمل في أسمائه الحسنى وصفاته العُلى. وفي هذا المقال نتوقف مع أربعة أسماء جليلة ذُكرت معًا في موضع واحد من القرآن: الأول والآخر والظاهر والباطن. هذه الأسماء العظيمة تفتح لنا أبوابًا من التدبر في أزلية الله، وبقائه، وعلوه، وقربه، كما تُمكِّننا من فهم عظيم صفاته وتمام إحاطته بكل شيء.
الله هو الأول و الآخرُ
الله هو الأول الذي لا ابتداء لوجوده و السابق للأشياء كلها، الكائن الذي لم يزل قبل وجود الخلق، فاسمه الأول: دال على قدمه وأزليته.
ولا تعبد مع الله معبودًا غيره، لا معبود بحق غيره، كل شيء هالك إلا وجهه سبحانه، له وحده الحكم يحكم بما يشاء، وإليه وحده ترجعون يوم القيامة للحساب والجزاء.
الله هو الظاهر و الباطن
الله هوالظاهر الذي علا كل شيء دونه،وهو العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه
هو الأول الذي لا شيء قبله، وهو الآخر الذي لا شيء بعده، وهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء، وهو الباطن الذي ليس دونه شيء، وهو بكل شيء عليم، لا يفوته شيء.
الله هو الباطن أي لا شيء و أقرب إلى شيء منه و يدل على اطلاعه على السرائر، والضمائر، والخبايا، والخفايا، ودقائق الأشياء، كما يدل على كمال قربه ودنوه، ولا يتنافى الظاهر والباطن؛ لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت، فهوالعلي في دنوه، القريب في علوه